*بوحبيب غاضب من "المفوضية"... و"أنا لست بخائن"* *رضوان عقيل-"النهار"* لم تتبلور بعد مهمات اللجنة الوزارية برئاسة وزير الخار

عاجل

الفئة

shadow
*بوحبيب غاضب من "المفوضية"... و"أنا لست بخائن"*

*رضوان عقيل-"النهار"*

لم تتبلور بعد مهمات اللجنة الوزارية برئاسة وزير الخارجية والمغتربين #عبدالله بوحبيب، التي من المقرر ان تتوجه الى دمشق للبحث في قضية النازحين مع السلطات السورية وتقديم رؤيتها في هذا الشأن. وستتم هذه العملية بالتنسيق مع مجموعة الدول التي تتابع هذا الملف، وهي الاردن والعراق والسعودية ومصر، التي سبق لها ان اجتمعت في عمّان. ولم تتضح بعد المقاربة اللبنانية او الافكار التي ستطرحها اللجنة حيال هذا الملف الشائك الذي شارف عمره اكثر من 12 عاماً منذ بدء قدوم أول أفواج النازحين السوريين الى الاراضي اللبنانية التي لم تحسن سلطاتها منذ اليوم الاول التعاطي مع هذا الملف أقله على غرار ما فعله الاردن الذي يمر باوضاع مالية صعبة تشبه حال لبنان، مع فارق ان ثمة سلطة وقرارات واحدة تصدر في المملكة. وكان الرئيس نجيب ميقاتي قد ناقش وبوحبيب تشكيل لجنة وزارية لزيارة دمشق من دون تحديد موعد بعد رغم المحاولات التي يقوم بها وزير المهجرين عصام شرف الدين والمديرية العامة للامن العام. ويحضّر وزير الخارجية لرؤية لبنانية موحدة في هذا الخصوص على ان تبدأ بالتواصل اولاً مع نظيره السوري فيصل المقداد. ولم يتم وضع هذا البرنامج حتى الآن وسيقوم بالتشاور مع وزراء الخارجية العرب الذين يتابعون هذا الملف. وسبق لهؤلاء ان زاروا الرئيس بشار الاسد وسمعوا منه أن نازحي بلاده لا يحتاجون الى اذونات لعودتهم الى ديارهم. لكنه لم يخفِ في الوقت نفسه الصعوبات التي تواجه دولته في إعمار الاماكن والبلدات المدمرة. وقال في معرض حديثه "ان الامم المتحدة تدفع لهم".
وعلى خط موازٍ، تتابع الخارجية كل هذه المعطيات مع مفوضية شؤون اللاجئين التي لم تسلم بعد داتا النازحين بحسب ما تردد والالتباس الذي وقع فيه الوزير شرف الدين. ويدور في هذا الصدد أخذ وردّ بين الخارجية والمفوضية حيث تعملان على تحضير مذكرة لتنظيم ملف النازحين. وتريد المفوضية حصر قناة التعاون مع مديرية الامن العام في وقت يريد لبنان ان يكون هذا التعاون مفتوحاً ليشمل كل الاجهزة الامنية. ولا يخفي بوحبيب هنا البطء الحاصل من المفوضية "بحيث لا تتعاون مع السلطات اللبنانية كما يجب وتساهم في عملية اخفاء الكثير من المعلومات عن النازحين، ويتجاوز عاملون فيها القواعد الديبلوماسية المعمول بها على اراضي الدولة". وهذا ما يقوله اعضاء في اللجنة النيابية للشؤون الخارجية برئاسة النائب فادي علامة الذين التقوا بوحبيب امس. ويحتل ملف النازحين موقع الصدارة في اجندة بوحبيب ولقاءاته في الخارج مع تلمّسه واستماعه الى ان دولًا غربية عدة لا ترحب بعودة النازحين السوريين الى بلادهم، في مقدمها فرنسا والمانيا وبريطانيا وعدد من البلدان الاسكندينافية وصولاً الى اميركا، وان جهات دولية لا تريد ان يسجل النظام السوري انتصاراً يتمثل في عودة نازحيه، بل يريدونهم ورقة ضغط فوق رأس النظام ولو في ظل الاستدارة العربية نحو دمشق واستعادتها مقعدها في الجامعة العربية. ويسجل بوحبيب للخارجية اللبنانية نجاحها في تغيير آراء بلدان اوروبية وتفهّم موقف لبنان لدى ايطاليا واسبانيا واليونان وكرواتيا وقبرص وهنغاريا. وكان بوحبيب قد طلب مساعدة الفاتيكان في هذا الملف. ويأتي تحذيره هنا من ان الاستمرار في التعاطي مع النازحين على ارض لبنان على هذا النحو في السنوات العشر المقبلة يشكل تهديداً لوجوده وقد يؤدي الى خلق "خمسة لبنانات"، مع ملاحظة ان 47 في المئة من النازحين السوريين على ارض لبنان لا يعرفون بلدهم، الامر الذي سيقضي على رسالته التي تحدث عنها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.
ويبقى الموضوع الذي شغل لبنان في الايام الاخيرة وهو امتناعه عن التصويت على مشروع القرار حول المفقودين في سوريا الذي قدمته لوكسمبورغ في الامم المتحدة بطلب من اميركا. ويوضح بوحبيب أن موقف لبنان جاء نتيجة مشاورات واتصالات مع وزراء خارجية الدول العربية أفضت الى شبه اجماع يقضي بخيار الامتناع. وفي المعلومات انه قبل التصويت على المشروع طلبت السفيرة الاميركية دوروثي شيا من بوحبيب تصويت لبنان مع المشروع. وكان رده انه سيتشاور مع مجموعة الدول العربية، "وهذا موضوع صعب". الى ذلك، أجرى مسؤول سوري اتصالات مع عدد من النواب والوزراء للوقوف على رأي لبنان من هذا المشروع. وبعد تواصل بوحبيب مع اكثر من وزير عربي وتشاوره مع رئيس الحكومة تم الطلب من مندوبة لبنان لدى الامم المتحدة بالوكالة جان مراد الامتناع عن التصويت. ولم يتشاور في هذا الموضوع مع النائب جبران باسيل. ويقول بوحبيب إن لبنان يحترم قرار الامم المتحدة هذا وسيعمد الى التعاون معه وسيكون على هذه الجهوزية رغم عدم التصويت عليه "ونحن في النهاية لم نخرج عن التيار العربي وشبه اجماع دوله". ويشمل القرار البحث في ملف المفقودين على الاراضي السورية بعد العام 2012 وليس ما قبله. ويرى بوحبيب "ان من حق أي أسرة ان تعرف مصير اي مفقود يخصها. وانا لديّ اصدقاء مفقودون بينهم بطرس خوند. ولست مع طي هذا الملف وأتفهم عذابات عائلاتهم وضرورة الوصول الى الحقيقة". وما يزعج وزير الخارجية انه جرى تحميله مسؤولية أربعة عهود رئاسية وكل الحكومات المتعاقبة عن المفقودين اللبنانيين و"أصبح كل الحق عليّ في هذا الملف، وللأسف جرى نعتي بالخائن".

الناشر

عباس دقدوق
عباس دقدوق

shadow

أخبار ذات صلة